قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
الجهل وآثاره
16753 مشاهدة
حضور الندوات والحلقات العلمية

وعندنا -مثلا- الندوات والحلقات العلمية التي تقام في المساجد والجوامع الأخرى ونحوها، ولا شك أيضا أن فيها ما يزيل الجهل، وما يبصر الإنسان لما خلق له دون عناية أو كلفة أو نحوها، فهي في كل الأماكن وبواسطة السيارات تصل إلى طرف البلاد الذي فيه محاضرة أو مذاكرة أو نحو ذلك ، وعندنا -مثلا- الخطب التي تخطب علينا في كل جمعة غالبا أنها تشتمل على أحكام، وتشتمل على مواعظ ونحوها ولكن يؤسفنا أن الناس يستمعون إلى الخطبة ثم إذا انصرفوا إلى مجالسهم لا يذكرون شيئا مما استفادوه بينما يتكلمون في أمورهم العادية في أمور دنياهم وفي مباحثهم ونحو ذلك ولا يقولون قال الخطيب كذا وحفظنا منه واستفدنا منه كذا وكذا حتى يتفقدوا أنفسهم هل هم عاملون بها أو ليسوا بعاملين حتى يستفيدوا، ولقد اجتهدت حكومتنا -أيدها الله تعالى - ببذل الوسائل التي تزيل الجهل وتمحو الأمية عن المسلمين؛ فيبقى المسلمون كلهم إما علماء، وإما مستعدون للعلم، ولو لم يكن إلا المدارس النهارية والليلية ولكن للأسف أن الكثير من الكبار أو المتوسطين في التعليم يبقون على جهلهم ولا يسألون ولا يتعلمون ولا يقرأون، وكأن الذي حملهم على ذلك هو الكبر والاستحياء أو نحو ذلك ، وقد ورد في بعض الآثار لا يتعلم العلم مستحي ولا متكبر فلا يغلبك هذان الأمران، بل تواضع لربك، واقرأ وتعلم ولو على ولدك واستفد منه، وإن كان ابن عشر سنين ونحو ذلك، ولو على ولد صديقك ، اقرأ عليه آيات من القرآن، وهو يرد عليك ويعلمك ، تواضع ولا تستحي ولا تتكبر حتى يزول بذلك الجهل ويحل مكانه العلم وإذا حل العلم -إن شاء الله- تبعه العمل .
هذا تنبيه على بعض هذه المسائل، والمسألة أعظم من أن يحيط بها ذلك، فعلى المسلمين أن يكونوا منتبهين لذلك، وعليهم أن يحتاطوا لهذه الأمور ، وعليهم أن يبذلوا الجهد الذي يكونون به عالمين عاملين إن شاء الله .
نسأل الله أن يرزقنا علما نافعا، وعملا صالحا متقبلا، ونعوذ به من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والله أعلم.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.